• نوع الفتوى: عقيدة
  • عنوان الفتوى: من هم الخوارج
  • رقم الفتوى: 1833
  • تاريخ الإضافة: 26 شعبان 1440
  • السؤال
    من هم الخوارج؟ وما هو القول الفصل فيهم؟وهل منهم داعش والقاعدة وجبهة النصرة؟
  • الاجابة

    الخوارج هم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان خروج أولهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ ذلك الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: اعدل يا محمد.

    عن أبي سعيد الخدري، قال: بعث علي رضي الله عنه، وهو باليمن بذهبة في تربتها، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر: الأقرع بن حابس الحنظلي، وعيينة بن بدر الفزاري وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، وزيد الخير الطائي، ثم أحد بني نبهان، قال: فغضبت قريش، فقالوا: أتعطي صناديد نجد وتدعنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم» فجاء رجل كث اللحية، مشرف الوجنتين، غائر العينين، ناتئ الجبين، محلوق الرأس، فقال: اتق الله، يا محمد، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فمن يطع الله إن عصيته، أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟» قال: ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم في قتله - يرون أنه خالد بن الوليد - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون، أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد» أخرجه البخاري (3344)، ومسلم (1064).

    وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنهم سيخرجون على علي بن أبي طالب وسيقاتلهم علي رضي الله عنه، وهذا ما حصل

    ففي رواية في البخاري(3610)، ومسلم (1064) لحديث أبي سعيد المتقدم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تتدردر، يخرجون على حين فرقة من الناس» قال أبو سعيد: «فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس، فوجد، فأتي به، حتى نظرت إليه، على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت».

    وفي رواية عند مسلم: قَالَ : " هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ - أَوْ مِنْ أَشَرِّ - يَقْتُلُهُمْ أَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ ".

    والخوارج هؤلاء معروفون بتكفير مرتكب الكبيرة بل وربما تكون كبيرة في نظرهم فقط بسبب غلوهم وليست ذنباً في الشرع كما فعلوا بعلي ومن معه، فقد ذكر ابن تيمية في "منهاج السنة"(7/ 249) أنهم كفروا عليّاً بالحكم بغير ما أنزل الله، وكفروا من معه من المسلمين بالتَّولّي، قال: يقال: هذا معارض بمن يقول: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم النواصب؛ كالخوارج وغيرهم، ويقولون: إن من تولاه -أي علي بن أبي طالب- فهو كافر مرتد، فلا يدخل في الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ويحتجون على ذلك بقوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [سورة المائدة: 44] قالوا: ومن حكم الرجال في دين الله فقد حكم بغير ما أنزل الله فيكون كافراً، ومن تولى الكافر فهو كافر؛ لقوله: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}. وقالوا: إنه هو وعثمان ومن تولاهما مرتدون بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " «ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، فأقول: أي رب أصحابي أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم». انتهى

    وهذا الحاصل الِيوم من داعش والقاعدة ومنهم جبهة النصرة ؛ يكفرون الحكام المسلمين بالحكم بغير ما أنزل الله مطلقاً، والمسلمين بالتولي، ويتفاوتون في التكفير بالتولي.

     ويستبيحون دماء المسلمين؛ فتجدهم يفجرون المساجد بالمصلين، وغير المساجد؛ وهم يعلمون أن أكثر من سيموت بتفجيرهم من المسلمين ولا يبالون، فهم عندهم إما كفار، أو ينزلونهم منزلة من تترس بهم الأعداء؛ هذه علامتهم التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: " يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" متفق عليه.

    وهم مبتدعة ضلال، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قتلهم وجعل في ذلك أجراً ؛ لعظم فسادهم في الأرض، وكثرة ضررهم العائد على المسلمين، واتفق أهل السنة على وجوب قتالهم، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً، لمن قتلهم عند الله يوم القيامة». أخرجه البخاري (6930)، ومسلم (1066).

    وقال ابن تيمية في منهاج السنة (8/ 523): بخلاف قتال الحرورية والخوارج أهل النهروان، فإن قتال هؤلاء واجب بالسنة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم وباتفاق الصحابة وعلماء السنة.

    فلا يلزم أن يجتمع فيهم كل ما وجد في أسلافهم، يكفي أن توجد فيهم العلامة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وهي استباحتهم لدمائهم، والتكفير المبني على أصولهم هو الذريعة لذلك.

    وهذا موجود عند داعش التي انشقت عن القاعدة التي منها جبهة النصرة، وكلهم انشقوا عن الإخوان المسلمين، وقدوتهم جميعاً في وقتنا هذا (سيد قطب).

    راجع لهذا كله كتاب "المورد العذب الزلال" للنجمي، و"القطبية" للعدناني و"القصة الكاملة لخوارج عصرنا" للمحيميد، وحقيقة تنظيم الدولة داعش لبعض طلبة العلم وكنت أحد المقدمين للكتاب. والله أعلم 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم