6- في ختان النبي صلى الله عليه وسلم
والختان هو قطع الجلدة التي تغطي حشفة الذكر .
قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد :
"وقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه ولد مختوناً مسروراً، وروي في ذلك حديث لا يصح ، ذكره أبو الفرج بن الجوزي في " الموضوعات " وليس فيه حديث ثابت ، وليس هذا من خواصه ، فإن كثيراً من الناس يولد مختوناً ."
ثم ذكر ما يدل على ولادة أولاد مختونين ثم قال: "والناس يقولون لمن ولد كذلك : ختنه القمر ، وهذا من خرافاتهم .
القول الثاني : أنه ختن صلى الله عليه وسلم يوم شق قلبه الملائكة عند ظئره حليمة.
القول الثالث : أن جده عبد المطلب ختنه يوم سابعه وصنع له مأدبة وسماه محمداً.
قال أبو عمر بن عبد البر : - ذكر إسناده- عن ابن عباس ، أن عبد المطلب ختن النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعه ، وجعل له مأدبة وسماه محمداً صلى الله عليه وسلم ، قال يحيى بن أيوب : طلبت هذا الحديث فلم أجده عند أحد من أهل الحديث ممن لقيته إلا عند ابن أبي السري .
وقد وقعت هذه المسألة بين رجلين فاضلين صنف أحدهما مصنفا في أنه ولد مختونا ، وأجلب فيه من الأحاديث التي لا خطام لها ولا زمام ، وهو كمال الدين بن طلحة .
فنقضه عليه كمال الدين بن العديم ، وبين فيه أنه صلى الله عليه وسلم ختن على عادة العرب ، وكان عموم هذه السُّنة للعرب قاطبة مغنيا عن نقل معين فيها ، والله أعلم ". انتهى كلام ابن القيم باختصار .
قلت : مما تقدم تعلم أنه لا يثبت في ختانه صلى الله عليه وسلم حديث خاص .
ولكن عادة العرب في الجاهلية كانوا يختنون أبناءهم كما دل عليه حديث هرقل قال: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر ، فمن يختتن من هذه الأمة؟ ....إلى أن سأل عن العرب فقال له أحد ملوك العرب الغساسنة: هم يختتنون . انتهى متفق عليه .
فالظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم اختتن على عادة العرب. والله أعلم
كتبه أبو الحسن علي الرملي
٢ / ١١ / ١٤٣٩ هجري .
جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2025 موقع معهد الدين القيم