• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: التشهد الأخير
  • رقم الفتوى: 3093
  • تاريخ الإضافة: 22 صَفَر 1441
  • السؤال
    هل التشهد الأخير في الصلاة واجب ؟
  • الاجابة

    التشهد الأخير ليس واجباً، بل هو من سنن الصلاة؛ لأنه لم يذكر في حديث المسيء صلاته، ولو كان واجباً لذكره له، فلا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، والنبي ﷺ علّم المسيء صلاته ما أساء فيه وما لم يسئ . هذا قول جمع من السلف، وقول الإمام مالك ورواية عن الإمام أحمد. والله أعلم. انظر الفتوى رقم (3091).

    وأما الزيادة التي في حديث ابن مسعود(1) التي يستدل بها الشافعية وغيرهم على وجوب التشهد الأخير؛ فهي زيادة شاذة لا تصح، تفرد بها المخزومي عن ابن عيينة، وخالف فيها كل من روى الحديث، ولم يذكرها البخاري(831) ومسلم(402) مع إخراجهما لأصل الحديث. وأشار إلى شذوذها ابن عبد البر في الاستذكار(1/ 488)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار(5614). 

    قال النووي في المجموع (3/ 462): وقال أبو حنيفة ومالك: الجلوس بقدر التسهد واجب، ولا يجب التشهد، وحكى الشيخ أبو حامد عن علي بن أبي طالب والزهري والنخعي ومالك والأوزاعي والثوري: أنه لا يجب التشهد الأخير ولا جلوسه؛ إلا أن الزهري ومالكاً والأوزاعي قالوا: لو تركه سجد للسهو، وعن مالك رواية كأبي حنيفة، والأشهر عنه أن الواجب الجلوس بقدر السلام فقط. انتهى

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) أخرجه بالزيادة النسائي (1277)، والدارقطني (1327)، والبيهقي (2/ 582)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (5614) قالوا فيه: عن ابن مسعود قال: كنا نقول في الصلاة، قبل أن يفرض التشهد: السلام على الله، السلام على جبريل، وميكائيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقولوا هكذا، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: «التحيات لله والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله». 

    وقوله "قبل أن يفرض التشهد" زيادة تفرد بها المخزومي عن ابن عيينة، ورواه جمع كبير غير ابن عيينة لم يذكروا فيه هذه الزيادة، فهي من أوهام سفيان بن عيينة، أو سعيد بن عبد الرحمن أبو عبيد الله المخزومي راويه عن سفيان. 

    وأما قول البعض إسناده صحيح؛ فلا يكفي ليصح؛ إذ من المقرر في المصطلح أن من شروط الحديث الصحيح أن لا يكون شاذاً ولا معللاً، وهذا بهذه الزيادة شاذ كما علمت . والله أعلم 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم