• نوع الفتوى: عقيدة
  • عنوان الفتوى: القدرية والجبرية
  • رقم الفتوى: 1476
  • تاريخ الإضافة: 12 رجب 1440
  • السؤال
    من هم الجبرية ومن هم القدرية؟
  • الاجابة

    الجبرية هم: الذين يقولون: إن العبد مجبور على أفعاله، لا إرادة له ولا قدرة على الفعل.

    فضلت هذه الطائفة بأن جعلت العبد كالدمية (لعبة الطفلة) التي لا إرادة لها ولا قدرة، فلا شيء عليه في أفعاله سواء أطاع أم عصى؛ لأنه لا اختيار له ولا قدرة هو مجبور على أعماله، فخالفوا الكتاب والسنة والسلف رضي الله عنهم.

    والقدرية: الذين يقولون بأن العبد مستقل بعمله، وأعماله غير داخلة تحت مشيئة الله، هو الذي يخلق عمله، والله سبحانه وتعالى لم يخلق أفعال العباد.

    وهذه الطائفة أيضاً ضلت عن طريق الحق، وأثبتوا خالقاً مع الله، والله سبحانه وتعالى يقول: { والله خلقكم وما تعملون}، ويقول: { الله خالق كل شيء}؛ فهذه الآيات واضحة في الرد على هذه العقيدة الفاسدة.

    قال ابن عثيمين رحمه الله كما في مجموع الفتاوى والرسائل له (5/ 92): القدرية: وهم الذين يقولون بنفي القدرعن أفعال العبد، وأن للعبد إرادة وقدرة مستقلتين عن إرادة الله وقدرته.

     وأول من أظهر القول به معبد الجهني في أواخر عصر الصحابة تلقاه عن رجل مجوسي في البصرة.

    وهم فرقتان: غلاة، وغير غلاة.

     فالغلاة: ينكرون علم الله، وإرادته، وقدرته، وخلقه لأفعال العبد. وهؤلاء انقرضوا أو كادوا.

    وغير الغلاة: يؤمنون بأن الله عالم بأفعال العباد، لكن ينكرون وقوعها بإرادة الله، وقدرته، وخلقه، وهو الذي استقر عليه مذهبهم.

    وقال ابن القيم في شفاء العليل(ص51): وكلهم متفقون على أن الله غير فاعل لأفعال العباد، واختلفوا هل يوصف بأنه مخترعها، ومبدعها، وأنه قادر عليها وخالق لها فجمهورهم نفوا ذلك، ومن يقرب منهم إلى السنة أثبت كونها مقدورة لله، وأن الله قادر على أعيانها، وأن العباد أحدثوها بإقدار الله لهم على إحداثها، وليس معنى قدرة الله عليها عندهم أنه قادر على فعلها، هذا عندهم عين المحال بل قدرته عليها إقدارهم على إحداثها. انتهى 

    وقال ابن عثيمين (7/ 260): فالجبرية زعموا أن العبد مجبور على فعله مقهور لا تأثير له فيه البتة، حتى بالغ غلاتهم بأن فعل العبد هو عين فعل الله، ولا ينسب إلى العبد إلا على سبيل المجاز وأن الله يلوم العبد ويعاقبه على ما لا صنع له فيه، ولا إرادة، ولا اختيار، بل هو مضطر إليه لا فرق بينه وبين حركة المرتعش.

    وقال (4/ 301): من ضل في هذه الدرجة وهي المشيئة والخلق:

    ضل فيها طائفتان: الأولى: القدرية حيث زعموا أن العبد مستقل بإرادته وقدرته ليس لله في فعله مشيئة ولا خلق.
    الثانية: الجبرية حيث زعموا أن العبد مجبور على فعله ليس له فيه إرادة ولا قدرة.
    والرد على الطائفة الأولى القدرية بقوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} . وقوله: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} .
    والرد على الطائفة الثانية الجبرية بقوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} . {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} . فأثبت للإنسان مشيئة وقدرة.
    وقال: مجوس هذه الأمة:
    مجوس هذه الأمة القدرية الذين يقولون: إن العبد مستقل بفعله.
    سموا بذلك لأنهم يشبهون المجوس القائلين بأن للعالم خالقين: النور يخلق الخير، والظلمة تخلق الشر، وكذلك القدرية قالوا: إن للحوداث خالقين؛ فالحوادث التي من فعل العبد يخلقها العبد، والتي من فعل الله يخلقها الله.
    الجبرية يخرجون عن أحكام الله حِكَمَها ومصالحها فما وجه ذلك:
    وجه ذلك أن الجبرية لا يفرقون بين فعل العبد اختيارًا وفعله بدون اختيار كلاهما عندهم مجبر عليه كما سبق، وإذا كان كذلك صار ثوابه على الطاعة وعقابه على المعصية لا حكمة له إذ الفعل جاء بدون اختياره، وما كان كذلك فإن صاحبه لا يمدح عليه فيستحق الثواب، ولا يذم عليه فيستحق العقاب. انتهى

    ولمعرفة مذهب السلف وأقوالهم في هاتين الفرقتين وأقوالهم
    راجع الشريعة للآجري، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد، والسنة للخلال، وخلق أفعال العباد للبخاري.
    وقد استوعب القول في مسائل القدر ابن القيم في شفاء العليل. 

    وانظر الفتوى رقم (1441) و (1442).
     

     

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم