خلاصة الفتوى لم يصح شيء فيها سوى قول: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله" بعد الانتهاء من الوضوء.
وبالتفصيل: لم يصح شيء في أذكار الوضوء، لا البسملة في أوله، ولا ذكر في أثنائه ولا دعاء، ولا في آخره؛ سوى ما أخرجه مسلم في صحيحه (234) عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ".
وأما الزيادة التي في آخر هذا الحديث، وهي قول: "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين" فأخرجها الترمذي (55) في الحديث وهي منكرة فيه لا تصح، فلم ترد في الطرق المحفوظة، والأحاديث الصحيحة.
فالترمذي أخرج الحديث في باب ما يقال بعد الوضوء، من طريق ضعيفة، وضعفه بالاضطراب، قال: وهذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شيء، قال محمد: «وأبو إدريس لم يسمع من عمر شيئاً». انتهى
قلت: والصواب مع مسلم في تصحيح الطريق التي أخرجها في صحيحه، فهي أصح طرقه، وتقدم على غيرها، وهذا ما رجحه الدراقطني في العلل (2/ 114 رقم 149)، قال بعد ان ذكر طرقه: "وأحسن أسانيده ما رواه معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، وعن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر.
وهو المبري في الباب، وأبو عثمان هذا الأصبحي.
وحديث يحيى بن حمزة، عن يزيد بن أبي مريم، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة، ليس به باس أيضاً، والله أعلم".
وانظر ما قاله أبو علي الغساني في شرح صحيح مسلم (3/ 120) للنووي. والله أعلم
وانظر ضعف البسملة في أول الوضوء في الفتوى رقم (1371).
جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم